موقعها
تقع قرية البرزه بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهي اقرب لمكة المكرمة لكونها احد قرى ام القرى اذ تبعد عن الحرم المكي الشريف بمسافة 65 كيلو متر شمالا( من نقطه الى نقطه ) وبمسافة 100 كم عبر الطريق المسفلت مرورا بالجموم ومن ثم هدى الشام
ولقد اكسبها موقعها على طريق الحاج قديما موقعا تجاريا مهما حيث كانت تمر بها بعض قوافل الحجيج والزوار وتتميز بخصوبة ارضها التي تمثل واحة كبيرة ( 4كم شرق غرب ، 3كم شمال جنوب )
ويقسمها وادي غران الذي سمي بذلك لكون مصبه هناك حيث يتجه من الشرق الى الغرب وحول الوادي تنتشر المزارع ومن ثم المساكن .
الزراعة
اشتهرت البرزه بالزراعه حيث يوجد بها مايزيد على المائة مزرعة وتعتمد على مياة الابار السطحية التي حفرها اجدادنا بايديهم وبتعاونهم مع بعضهم البعض وبدون مقابل ويستخرج الماء بواسطة الالات القديمة السواني والغرب والتي تعتمد على البقر والذي يستخدم ايضا في حرث الارض وكانت زراعتهم تعتمد بشكل اساسي على الحبوب والنخيل وهناك ميزة قلما تجدها في اماكن اخرى مماثلة وهي عدم وجود اسوار شائكة او غير ها على مزارع البرزه فهي مفتوحة لعابر السبيل ويأكل منها ما يشاء بدون مقابل فكان هذا سببا مباشرا لكثرة الرزق والبركة فهم جيل يعطي بلا حدود ابتغاء الاجر من الله فبارك الله لهم في اموالهم واولادهم رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته
وكانت محاصيلهم تباع في قريتهم لكثرة من يرد اليها وان كان هناك فائض فانه يصدر الى مكة المكرمة وجدة على ظهر الجمال في ايام وليالي يكتنفها الخوف وعدم الامان الى ان قيض الله لهذه البلاد الملك عبدالعزيز ال سعود يرحمه الله وانتشر الامن والامان وتحسنت الاحوال الاقتصاديه ودخلت القرية عصرا جديد حيث وصلت للبرزه اول ثلاثة مكائن لاستخراج المياه من الابار وكان وصولها في يوم واحد بأواخر الستينات الهجريه و اصحابها هم ،
الشيخ عبدرب النبي بن مصلح شيخ الشيوخ ، والشيخ حامد بن محمد ، والشيخ مصلح بن وكيل ( رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته)
كما ان المحاصيل اصبحت تنقل على السيارات الفورد ( اللواري ) وكان عددها محدود لايتعدى أصابع اليد الواحده
( وهذا الأمر يحتاج تفصيل اكثر بحيث نذكر من هم اصحابها لندعو لهم بالخير نضير ما قاموا به من خدمة لقريتهم وارجو من لديه تفصيل اكثر في هذا الموضوع ان يتحفنا به بهذا المنتدى المبارك) و كانت تنقل المحاصيل الى المدن المجاوره جدة ومكة المكرمة والمرضى والمسافرين والحجاج والمعتمرين والزوار حيث كان السفر الى جدة يستغرق اكثرمن 6 ساعات عبر وادي غران وتكون الاستراحة في منتصف الطريق بعسفان حيث القهاوي التي يقدم فيها العشاء والشاهي ومن ثم تتم مواصلة الرحلة عبر طريق غير مسفلت الى ان يلتقي ذلك الطريق بطريق جدة المدينة القديم في منطقة الكراع
التجاره
كما اسلفت موقع البرزه في ذلك الوقت يعتبر استراتيجيا فهي تقع بين معظم القرى ومكة المكرمة وكانت تعتبر ملتقى للبيع والشراء وسوقها القديم يقع في وسط مزارعها وهو عبارة عن دكاكين مبنية من الطين يتوسطها الجامع والمدرسة وهي ماكان يطلق عليه الدور او الزباره وكان بها بعض التجار من حضرموت وكان ابرزهم عمر باعوض الدويل يرحمه الله.
التعليم
اشتهر اهلها منذو القدم بحب التعلم وعلى وجه الخصوص القران الكريم والحديث ولم يقتصر دورهم على التعلم فقط بل تعدى ذلك الى تعليم اهل القرية وبعض أهل القرى المجاوره والقرىالبعيده الذين يفدون اليها طلبا للرزق اما للعمل بمزارعها او الحصول على قوتهم وغالبا مايتركون ابناءهم خلفهم في ايدي امينة ايدي ابتغت وجه الله لتعليم اولئك الفتية وقد اشتهر في تلك الفترة الشيخ حجاج بن عبدربه ، والشيخ حامد بن محمد والذي فتح مدرسة بجوار مزرعته التي تدعى قميده ( كانت المزارع والتي يطلق عليها البلدان ذات اسماء معروفة ومشهورة واتمنى ان اتمكن في مشاركة قادمة من ذكر اسماءها ومواقعها ) وقد بلغ طلابه مايقارب السبعين طالبا وكان ذلك السبب الرئيس الذي جعل البرزه من اوائل القرى التي افتتحت فيها مدرسة حكومية حيث زار البرزه في تلك الفترة الاستاذ سليمان سليم يرحمه الله ( مدير تعليم رابغ انذاك حيث كانت جميع القرى مرتبطه اداريا بامارة رابغ حسب التنظيم الاداري في تلك الحقبة) وعندما راى بنفسه عدد الطلاب وافق على فتح مدرسة حكومية بالبرزه وطلب من الشيخ حامد بن محمد ان يكون مديرا للمدرسة ولكنه اعتذر
وقام يرحمه الله ومعه اهل الخير من اهل القرية ببناء مدرسة من الطين من 6 غرف ودور اضافي على احد الغرف للاداره وكان يطلق عليه العليه ( بالتشديد على حرف الياء ) في وسط السوق التجاري والذي ساتحدث عنه لاحقا وبدأت اول مدرسة حكومية عام 1374هـ واستمرت في ذلك المبنى عدة سنوات الى ان قامت الحكومة بتشييد مدرسة بالبناء مسلح وانتقل اليها الطلاب ،
ومن الامور التي يجدرالاشارة اليها ان اختبارات السنة الاخيرة سادسة ابتدائي لاتتم في البرزه بل ينتقل الطلاب الى رابغ لاداء الاختبارات وبعدها بعدة سنوات الى خليص وقدكانوا طلابا صغارا في اعمارهم كبارا في عقولهم وتحملهم للمسئولية
وكانت بداية التعليم للذكور
ارجو ان اكون قد وفقت في نقل صورة مقتضبه عن البرزه قديما ومشاركتي هذه ماهي الا رغبة في شحذ الهمم للمشاركة بتفصيل اكبر عن مواضيع كثيرة من قبل ابناء البرزه وخصوصا من من عاصروا تلك الفترة ولو بمحاولة تسجيلها من اباءنا واجدادنا الذين هم على قيد الحياة نسأل الله لهم الصحة والعافية