أرجو نشر الموضوع نصرة لهم ..
في تطور هام لقضية محاكمة المعتقل السعودي حميدان التركيفي الولايات المتحدة الأمريكية أجّل المدعي العام في جلسة المحاكمة الأخيرةالمحاكمة لحين استدعاء (مخبر) سعودي كانت المدعية العامة في المحكمة قد أعلنت أنه مصدر معلوماتها في القضية، وذلك ليدلي بشهاداته ضد التركي.
وعملت «الرياض» أن هيئة الدفاع قد اطلعت بالفعل على (عقد) تم بين هذا المخبر الذي طلبت المحكمة منهالحضور إلى الولايات المتحدة ليدلي بشهاداته ضد التركي بالتعاون مع ال(FBI) الأمريكية لتزويدهم بمعلومات عن التركي في الوقت الذي أفادت فيه مصادر مطلعةل«الرياض» أن (المخبر) متواجد حالياً في المملكة وتعرفه عائلة المتهم التركي إلاأنها (تتحفظ) على ذكر اسمه.
إلى ذلك حصلت «الرياض» على رسالة خاصة و(مؤثرة) من ابنة المعتقل حميدان التركي (لمى) - 14 سنة - بعثت بها من كلورادو حيث يخضع والدها ووالدتها وأبناؤهما لفصول من المعاناة كانوا خلالها يترددون على المحاكم الأمريكية بين فترة وأخرى منذ نحو عام.
وروت لمى التركي في رسالتها المؤثرةاللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتها هناك لا سيما بعد التطورات الأخيرة علىالقضية مشيرة إلى الضغوط التي تعرضت لها والدتها في قاعات المحكمة خلال الجلسةالأخيرة وتهديدها بالسجن المؤبد أو الاعتراف بتهمة واحدة ضد زوجها لتسقط باقي التهموهو ما رفضته سارة الخنيزان زوجة التركي. وفيما يلي نص الرسالة التي ناشدت لمىالتركي في نهايتها الجميع بالوقوف مع أسرتها المظلومة والدعاء لهم ليفرج الله ماتمر به من ظلم وتعود إلى أرض الوطن قريباً بإذن الله.
هذه صفحة من مذكراتيتحكي لحظة من اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتي من خلال قضية ملفقة.. مزيفة لاأصل لها من الصحة.. هراء.. كذب.. صُب على والديّ تهم هو منها براء والله شهيد علىذلك، منذ قرابة تسعة أشهر ونحن نتردد على المحاكم.
من هنا أسطر حدثا أوموقفا من هذه المحاكم.. في صباح باكر من يوم الخميس رافقت والديّ أنا وأختي نورةوأخي تركي حيث موعد محكمة المقاطعة، والكل يشعر بقلق شديد وتوتر، وهذا الشعوريراودنا في كل محكمة.. كان الجو بارداً.. الثلج يتساقط بشدة.. توقعنا إلغاء المحكمةلسوء الجو.. الطريق مزدحم بالسيارات.. الرؤية معتمة (وصلنا إلى المحكمة بعد عناء).. وصل بنا المصعد إلى الدور الرابع حيث القاعة 402 اتجهنا إليها، وإذا بهيئة الدفاع تنتظر بالخارج لحين بدء المحكمة، ألقينا عليهم التحية، توجهت والدتي إلى محاميتهالتتأكد أن المحكمة اليوم هي محكمة عادية وغير مقلقة، فطمأنتها المحامية ... جلسناعلى كراسي الانتظار بدأ الحضور بالتوافد منهم اخواننا المسلمون ومنهم أساتذة وطلاب من جامعة والدي.. بعد برهة فتحت ابواب القاعة واذن لنا بالدخول دخلنا وتبعتنا هيئةالدفاع والكل اخذ مكانه في القاعة، حيث تقدمت هيئة الدفاع الى منصة الدفاع وجلسالحضور في المقاعد الخلفية، جلسنا وجلس والديّ معنا لحين ان يؤذن لهما بالتقدم الىمنصة الدفاع. فجأة بدأ يتهامس محامي والدتي والمدعي العام فيما بينهما، بعدها طلب محامو والدتي ان ترافقهم خارج قاعة المحكمة.
فوجئ والدي بذلك.. تمتم أبي فياذن أمي بكلام لم اسمعه علمت فيما بعد انه كان يوصيها بالثبات والاتكال على الله سبحانه وتعالى والاستعانة بالاستخارة. مضت عشر دقائق ثقيلة وكأنها ساعات بدأنا نشعربالقلق على والدتي، طلبت من والدي ان نذهب انا واختي لنطمئن عليها فأشار علينابالتريث.
مضت عشرون دقيقة... ثلاثون.. لم أتمالك نفسي فخرجنا من القاعةواخذنا نجوب الممرات نبحث عنها بكل قلق، نزلنا الى الطابق الاسفل وجدت قاعةاجتماعات كبيرة فتحت الباب فهالني ما رأيت.. رأيت أمي المسكينة محاطة بمحاميهاوأناس لم أعرفهم، اقتربنا منها وجدناها قلقة تخنقها عبرات الحيرة، سألتها هل انت بخير طمأنتنا وطلبت منا ان نكون بعيدين خشية ان نسمع ما يدار..
طرقت الىمسامعي بعضاً من التهديدات المرعبة التي كانوا يوجهونها لوالدتي.. اصغيت مسامعي.. اقتربت لا شعورياً.. سمعت تهديدات بالسجن.. سنة كاملة.. سبع سنوات.. سجن مؤبد.. علمت انهم يتكلمون عن العرض الذي قدم لأمي منذ عدة اشهر (هو الاعتراف بتهمة واحدةواسقاط باقي التهم عنها والسجن لمدة تسعين يوماً مقابل الموافقة) ولكن أمي كانت رافضة تماماً لهذا العرض، فكيف تعترف بشيء لم يحدث.. علاوة على ذلك ان فيه الحاقالضرر على قضية أبي، أحسست بالفاجعة حينما فكرت لوهلة اني سأفتقد حبي وحناني.. سأفتقد أمي.
ومع كثرة الالحاح والضغط طلبت أمي لحظات تخلو بها مع نفسها.. حاولت الدنو منها في هذه اللحظات فأشارت لي بيدها ان ابقى بعيدة. لن أنسى ذلك المشهد.. رأيت أمي ترفع يديها تدعو الله وتلتجئ اليه في هذه اللحظات العصيبة. بدأت اختي نورة تجهش بالبكاء وتعلقت بذراع أمي واصبحنا نرجوها ونتوسل إليها بدموع تشهدعمق مأساتنا لقبول العرض خوفاً عليها من السجن وذلته، لكنها تثبت نفسها وتظهر لناالقوة.. وقلبها يتقطع ألماً وحسرة من شدة الحدث.. بكاؤنا واصرارنا شجع المحامين علىالضغط عليها للموافقة وأخذ العرض من أجل اطفالها، لكن امي اصرت على الرفض، (ازدادضغط المحامين) مع ازدياد هلعنا لعلها توافق في آخر لحظة فما كان من امي الا انانتفضت قائمة بكل عزة وشموخ معلنة بذلك انتهاء محاولات الضغط عليها والتوجه الىقاعة المحكمة. استبقتهم امي الى القاعة ونحن بين ذراعيها تضمنا الى صدرهامما اشعرنا بدفء الحنان الذي طمأننا تلك الحظات، اقبلنا على القاعة فإذا بأبي ومحاميه خارج القاعة أقبل ابي عليها وقد بدا عليه قلق شديد، طمأنته امي عليناوبعدها توجه الجميع الى المحكمة لبدء المحاكمة.
موقف بسيط من مواقف كثيرةعصيبة نمر بها دائماً قد حفر في ذاكرتي.. اذكره بالليل والنهار يثير في نفسي دواعيالصبر على الابتلاء لكنه في نفس الوقت ومع مرور الايام يشعرني بالفخر والاعتزازبوالدي الحبيبين على ثباتهما وقوة صبرهما.
حبيبي ابي.. حبيبتي امي..
انبعد الليل فجراً.. وبعد الظلام نوراً.. وبعد العسر يسرا.
النصر قادم والفرجقريب.
عهداً لكما علي انا واخوتي بالدعاء بالفرج طالما راية البراءة ترفرفعلى بيتنا املي ان يكون هذا هو ديدن كل محب لعائلتنا المظلومة بالنصر والفرجالقريب.
لمى التركي ..
ابنة المعتقل الطالب السعودي حميدان التركي.ساهم في نصرة المظلومبنشر هذا الموضوع
منقـــــــــــــول